دفع وهم
نعم الحكم عليهم بعد ذلك بالإسلام إنّما هو بحسب الظاهر وللمصلحة العامّة ليس غير ، لا أنّهم واقعاً كذلك ، قال الشيخ المفيد في كتاب الجمل : « اجتمعت الشيعة على الحكم بكفر محاربي علي عليهالسلام ، ولكنّهم لم يخرجوهم بذلك عن حكم ملّة الإسلام إذ كان كفرهم من طريق التأويل كفر ملّة ، ولم يكفروا كفر ردّة عن الشرع مع أقامتهم على الجملة منه وإظهار الشهادتين والاعتصام بذلك عن كفر الردّة المخرج لهم من الإسلام ، وإن كانوا بكفرهم خارجين من الإيمان مستحقّين اللّعنة والخلود في النار ».
حكمهم بعد الحرب
ثم انّ مَن بقي بعد الحرب على رأيه ولم يتب فهو باق على كفره ومَن تاب ورجع إلى طاعة الإمام عليهالسلام وتولّيه حُكِمَ عليه بالإيمان.
إلّا انّ الكلام في إثبات توبتهم ، وبالأخص رؤساؤهم فانّه مضافاً إلى عدم توبته وجود الدليل على عدمه.
وما ذكر من توبة بعضهم فهو رواية ، وحربه دراية والرواية لا تقاوم الدراية كما أجاب به الشيخ المفيد على كلام علي بن عيسى الرّماني.
إلى هنا تمّ ما أردنا ذكره في هذه الدراسة ، والحمد لله رب العالمين.
الهوامش
(١) صلح الحسن : ص ١٤٧. |
|
(٢) صلح الحسن : ص ١٧٥. (٣) صلح الحسن : ص ١٧٥. |