بوصفهم الشخوص القدسية الذين بلغوا في مستواهم درجة العصمة عن الانحراف والزلل والخطأ ، ولا بد هنا من أن نسير الغور لنفهم في تاريخ الأئمة عليهمالسلام الموقف العام الذي وقفوه في خضم الأحداث والمشاكل التي اكتنفت الرسالة بعد انحراف التجربة وإقصائهم عن مركزهم القيادي في زعامتها.
ومن هذه النافذة نطلّ على معالم صاحب الذكرى العطرة التي نحتفي بها اليوم بإجلال واحترام في هذا الملتقى المبارك ، مناسبة مولد سبط المصطفى عليهالسلام أبي محمّد الحسن بن علي الزكي ( هذا الإمام العظيم الذي عاش ظلامة تاريخية كبرى وعانى ما عانى في سبيل الحفاظ على كيان الاُمّة الإسلامية وبقاءها ).
تُقرّبك الذكرى وان بعد العهدُ |
|
وفي ذكريات الروح يقترب البعدُ |
أقام لك الإيمان في القلب كعبةً |
|
يطوف الثنا فيها ويسعى لها الحمدُ |
بحبّك جرّبت المقاييس كلها |
|
فخابت ولم يظهر لآمادها حدُّ |
ستبلى معي الدنيا وحبّك بعدنا |
|
سيبقى إلى ان ينفض الجسدّ اللحدٌ |
هو الدين أهداني إليك فأبصرت |
|
بك النفس ما يسعى له الشاعر الفردُ |
إلى الله أسعى في ولائك مخلصاً |
|
به وشفيع الحب ليس له ردُّ |
فما أنت إلّا السبط سبط محمّد |
|
وشبل عليّ قدّس الأب والجدُّ |
ترعرعت في حجر النبوة ناشئاً |
|
إلى أن أباح الكمُّ ما أضمر الوردُ |
وحيث لا نستطيع في ضوء الوقت المحدّد هنا ان نستوعب كافّة ما يتعلّق بقضية الإمام الحسن عليهالسلام الكبرى من حيث ظروفها وأبعادها وما لابس ذلك ، فإنّنا نخلص من خلال قراءة سريعة لما جرى في الصلح بين الإمام الحسن عليهالسلام ومعاوية إلى النقاط التالية التي تمثّل النتائج الهامّة وهي :
أوّلاً : كسر الطوق المعنوي الذي حاول معاوية أن
يوهم به عامّة المسلمين من الحاجة المستمرة لطلب الصلح واغترار الناس به ، وقد أبان الإمام