الحسن عليهالسلام ابتداءً اعتذاره عن ذلك بأنّ معاوية لا يفي بشرط ولا هو بمأمون على الدين ولا على الاُمّة.
ثانياً : لو حاول الإمام الحسن عليهالسلام الإصرار على موقفه من قتال معاوية لكانت في ذلك مغامرة مواجهة قوّة لا قبل لها ، ولا نكشف الأمر عن التضحية بنفسه وكافة الهاشميين وأوليائهم ولعذله العاذلون وقالوا فيه.
ثالثاً : اتضح الأمر ـ بعد ذلك ـ بفضيحة معاوية الذي لم يلتزم ببنود الصلح قيد أنملة ثم انكشف بعد ذلك الغطاء في دور أبيّ الضيم الإمام الحسين عليهالسلام وما قدّمه من تضحيات تقف متمّمة لدور الإمام الحسن عليهالسلام في مواجهة الظالمين ورد موجة الانحراف في الاُمّة.
رابعاً : امتثل الإمام الحسن عليهالسلام ما ورد في سيرة النبي المصطفى صلىاللهعليهوآله اُسوة به ، حيث استرشد بالرسالة وامتحن بهذه الخطة ، وقد أخذها في إقدامه وإحجامه من صلح الحديبية.
خامساً : كان الصلح نموذجاً فريداً صاغ به ائمة أهل البيت عليهمالسلام سياستهم الحكيمة ، حيث غرس الإمام الحسن عليهالسلام في طريق معاوية كميناً من نفسه يثور عليه من حيث لا يشعر فيرديه ، وتسنّى له به أن يلغم قصر الأموية ببارود الأموية نفسها.
وقد نقل التاريخ بصراحة زيف معاوية بوعوده حينما انتظم جيش العراق إلى لوائه في النخيلة فقال وقد قام خطيباً فيهم : « يا أهل العراق إنّي ـ والله ـ لم أقاتلكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون ! ألا وان كل شيء أعطيته للحسن بن علي جعلته تحت قدميّ هاتين » كما نقله ابن عساكر في مختصر تاريخ دمشق ، فلمّا تمّت البيعة لمعاوية خطب فذكر عليّاً فنال منه ونال من الحسن إلى آخر ما وقع من الوقائع الجسيمة.