ويذكر الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي قدسسره : إنّ الإمامين الحسن والحسين عليهماالسلام كانا وجهين لرسالة واحدة ، كل وجه منهما في موضعه منها ، وفي زمانه من مراحلها يكافىء الآخر في النهوض بأعبائها ويوازيه بالتضحية في سبيلها ، وكان ( يوم ساباط ) أعرف بمعاني التضحية من ( يوم الطف ) لدى أولي الألباب ممّن تعمّق ، وكان شهادة الطف حسنية أوّلاً وحسينية ثانياً ، لأنّ الحسن عليهالسلام انضح نتائجها ومهّد أسبابها.
وقد وقف الناس بعد حادثتي ساباط والطف يمعنون في الأحداث فيرون في الاُمويين عصبة جاهلية منكرة (٢).
وأفاد العلّامة الكبير الشيخ المظفّر قدسسره بقوله : « ولا ينسى موقف الحسن بن علي عليهالسلام من الصلح مع معاوية بعد أن رأى ان الإصرار على الحرب سيديل من ثقل الله الأكبر ، ومن دولة العدل ، بل اسم الإسلام إلى آخر الدهر فتمحى الشريعة الإلٰهية ، ويقضى على البقية الباقية من أهل البيت عليهمالسلام ، ففضّل المحافظة على ظواهر الإسلام واسم الدين ، وان سالم معاوية ـ العدو اللدود للدين وأهله ، والخصم الحقود له ولشيعته ـ مع ما يتوقّع من الظلم والذل له ولأتباعه ، وكانت سيوف بني هاشم وسيوف شيعته مشحوذة تأبى ان تغمد دون أن تأخذ بحقّها من الدفاع والكفاح ، ولكن مصلحة الإسلام العليا كانت عنده فوق جميع الاعتبارات » (٣).
وعوداً على بدء نود
أن نشير إلى النظر إلى مسألة الصلح في حياة الإمام الحسن عليهالسلام ينبغي أن تدرس في ضوء الدور المشترك
للأئمة عليهمالسلام ، وليس بالنظرة التجزيئية مع الإحاطة بالظروف الموضوعية التي صاحبت الحدث ، هذا بالإضافة إلى أنّنا ( نجد تصوّراً شائعاً لدى كثير من الناس الذين اعتادوا ان
يفكّروا في الأئمة عليهمالسلام بوصفهم اناساً مظلومين فحسب قد أقصوا
عن مركز القيادة