ضعيفة ، وإذا تجاوزنا النظر في أسانيدها نقول : لعلّ السرّ في تعليمه الناس القرآن هو مخالفة مصحفه عليهالسلام للمصحف الموجود الآن من حيث التأليف ، كما تدلّ عليه الرواية المتقدّمة عن أبي جعفر عليهالسلام ، أو مخالفته من حيث الخصائص والميزات المذكورة في مصحف علي عليهالسلام كما تدلّ عليه الرواية الثانية ، فعندئذٍ يحتاج إلىٰ تفسيره وتأويله علىٰ حقيقة تنزيله ، فهذه الشبهة مبتنيةٌ إذن علىٰ الشبهة السابقة ، ومندفعةٌ باندفاعها ، إذ إنّ القرآن في عهده ( صلوات الله عليه ) لا يختلف عن هذا القرآن الموجود من حيث الألفاظ ، وإنمّا الاختلاف في الترتيب ، أو في الزيادات التفسيرية ، كما تقدّم بيانه في الشبهة الأُولىٰ.
الثالثة : أنّ التحريف قد وقع في التوراة والانجيل ، وقد ورد في الأحاديث عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « يكون في هذه الأُمّة كلّ ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل ، وحذو القذّة بالقذّة » (١). ونتيجة ذلك أنّ التحريف لا بدّ من وقوعه في القرآن الكريم كما وقع في العهدين ، وهذا يوجب الشكّ في القرآن الموجود بين المسلمين ، وإلّا لم يصحّ معنىٰ هذه الأحاديث.
وقد أجاب السيد الخوئي عن هذه الشبهة بوجوه ، منها :
١ ـ إنّ الروايات المشار إليها أخبار آحاد لا تفيد علماً ولا عملاً.
٢ ـ إنّ هذا الدليل لو تمّ لكان دالاً علىٰ وقوع الزيادة في القرآن أيضاً ، كما وقعت في التوراة والانجيل ، ومن الواضح بطلان ذلك.
______________________
(١) الفقيه ١ : ٢٠٣ / ٦٠٩.