معارضته للكتاب والسُنّة والواقع التاريخي ، فقد نصّت كثيرٌ من الآيات القرآنية علىٰ أنّ بعض الأصحاب ممّن هم حول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم خلال حياته ، كانوا منافقين فسقة ، كما في سورة التوبة وآل عمران والمنافقون ، ونصّت بعض الآيات علىٰ ارتداد قسم منهم بعد وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم كقوله تعالىٰ : ( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) ( آل عمران ٣ : ١٤٤ ) ، وممّا يدلّ علىٰ ارتداد بعضهم بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم حديث الحوض : « أنا فرطكم علىٰ الحوض ، ولأنازَعَنّ أقواماً ثمّ لأُغْلَبَنّ عليهم ، فأقول : يا ربِّ أصحابي. فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك » (١) ، وقد عدّه الزبيدي الحديث السبعين من الأحاديث المتواترة ، حيث رواه خمسون نفساً (٢) ، كما قامت الشواهد علىٰ جهل كثير من الأصحاب بالقرآن الكريم والاحكام الشرعية ، كما أنّ بعضهم تسابّوا وتباغضوا وتضاربوا وتقاتلوا ، وحكت الآثار عن ارتكاب بعضهم الكبائر واقتراف السيئات كالزنا وشرب الخمر والربا وغير ذلك.
قال الرافعي : « لا يتوهمنّ أحدٌ أنّ نسبة بعض القول إلىٰ الصحابة نصّ في أنّ ذلك القول صحيحٌ البتّة ، فإنّ الصحابة غير معصومين ، وقد جاءت روايات صحيحة بما أخطأ فيه بعضهم في فهم أشياء من القرآن علىٰ عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وذلك العهد هو ما هو » (٣).
______________________
١٩٨ / ١٠٠٢ ، نظرية عدالة الصحابة : ٢٠. الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية : ٤٦٣ ـ ٥١٤.
(١) صحيح البخاري ٩ : ٩٠ / ٢٦ ـ ٢٩ ، صحيح مسلم ١ : ٨١ / ١١٨ ـ ١٢٠ و٤ : ١٧٩٦ / ٣٢ ، مسند أحمد ٥ : ٣٧ و ٤٤ و ٤٩ و ٧٣ ، سنن الترمذي ٤ : ٤٨٦ / ٢١٩٣ ، سنن أبي داود ٤ : ٢٢١ / ٤٦٨٦. والآية من سورة آل عمران ٣ : ١٤٤.
(٢) التحقيق في نفي التحريف : ٣٤٢.
(٣) اعجاز القرآن : ٤٤.