١ ـ روي عن عبدالرحمن بن يزيد أنّه قال : « كان عبدالله بن مسعود يحكّ المعوذتين من مصحفه ، ويقول : إنّهما ليستا من كتاب الله » (١).
٢ ـ وروي عن عبدالله بن مسعود أنّه لم يكتب الفاتحة في مصحفه ، وكذلك أُبي بن كعب (٢). تقدّم في معنىٰ التحريف أنّ التحريف بالزيادة في القرآن مجمعٌ علىٰ بطلانه ، لأنّه يفضي إلىٰ التشكيك في كتاب الله المتواتر يقيناً كلمةً كلمةً وحرفاً حرفاً ، ومن ينكر شيئاً من القرآن فإنّه يخرج عن الدين ، والنقل عن ابن مسعود غير صحيحٍ ، ومخالفٌ لما أجمع عليه المسلمون منذ عهد الرسالة وإلىٰ اليوم من أنّ الفاتحة والمعوذتين من القرآن العزيز.
والرأي السائد بين العلماء في هاتين الروايتين هو إنكار نسبتهما إلىٰ ابن مسعود ، وقالوا : « إنّ النقل عنه باطل ومكذوب عليه » كما صرّح به الرازي وابن حزم والنووي والقاضي أبو بكر والباقلاني وابن عبد الشكور وابن المرتضى وغيرهم (٣) ، وقال الباقلاني : « إنّ الرواية شاذّة ومولّدة » (٤) واستدلّوا علىٰ الوضع في هاتين الروايتين بما روي من قراءة عاصم عن زرّ ابن حبيش عن عبدالله بن مسعود ، وفيها الفاتحة والمعوذتين ، فلو كان
______________________
(١) مسند أحمد ٥ : ١٢٩ ، الآثار ١ : ٣٣ ، التفسير الكبير ١ : ٢١٣ ، مناهل العرفان ١ : ٢٦٨ ، الفقه علىٰ المذاهب الأربعة ٤ : ٢٥٨ ، مجمع الزوائد ٧ : ١٤٩.
(٢) الجامع لاحكام القرآن ٢٠ : ٢٥١ ، الفهرست لابن النديم : ٢٩ ، المحاضرات ٢ : ٤ / ٤٣٤ ، البحر الزخّار ٢٤٩.
(٣) التفسير الكبير ١ : ٢١٣ ، فواتح الرحموت بهامش المستصفىٰ ٢ : ٩ ، الاتقان ١ : ٧٩ ، البحر الزخّار ٢ : ٢٤٩ ، المحلّىٰ ١ : ١٣.
(٤) اعجاز القرآن بهامش الاتقان ٢ : ١٩٤.