اقتصادي ، سياسي ، ثقافي شامل لجوانب الحياة ، يكفل للبشرية السعادة ، أنزل الله شريعة متكاملة الى جانب البينات متمثلا بالكتاب.
(وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ)
فاذا كانت البيّنات تؤمّن القناعات الاوّلية فانّ الكتاب يؤمّن النظام العملي الشامل المنطلق من الايمان ، والذي يستهدف تكريسه بعمق في النفوس والواقع ، والقيام بالقسط ـ هذا الهدف العظيم ـ إنّما يستمد شرعيّته وشرعته منه.
ومع دلالة الانزال على المعنى الظاهر من الكلمة فانّه يدل على الفرض ، وكل ما نزل من الخالق الى المخلوق فهو لازم ومفروض عليه القيام به. ومن البديهي انّ معرفتنا بالبيّنات انّ الكتاب من الله تلزمنا العمل به وتنفيذه.
(وَالْمِيزانَ)
الوسيلة التي نعرف بها مضامين الكتاب الخارجية ، مما يتكفّله القضاء في المرافعات والخصومات.
والسؤال : ما هو الميزان؟ هل هو العقل؟ أم الامام العادل؟ أم هذه المقاييس التي يزن الناس أشياءهم بها؟
يبدو ان الميزان أساسا هو المقياس الذي نعرف به تطبيق الحكم على الواقع الخارجي ، وهو لا يتمّ إلّا بالعقل والامام والمقياس السليم. كيف ذلك؟
اولا : ما جاء القرآن ليلغي دور العقل ، انما ليثير دفائنه بالاجتهاد في فهم حقائقه وأحكامه وطريقة تطبيقه ، وليقوم بدوره الحساس والخطير في حياة البشرية.