مشروعا ، بل يكفي أن يكون موافقا وقيم الرسالة والأصول والقواعد العامّة فيها ، لأنّ المهم أن ينطلق من الكتاب ، وينتهي إليه ، ويلتزم به بتصديق الميزان. وهذا من مرونة الدّين ، وقدرته على قيادة الحياة المتطوّرة ، وهو يؤيّد الإبداع ، ما دام في حدود رضوان الله وشريعته ، ومن هنا فإنّ الرهبانية جيدة إن لم تؤدّ إلى :
١ ـ التشبّث بظاهر الأمور على حساب القيم.
٢ ـ واعتزال المجتمع وتكفيره دون الشهادة عليه والسعي نحو تغيير واقعه.
٣ ـ والتقاعس عن الواجبات الاجتماعية.
٤ ـ وابتزاز الناس ، واكتناز الذهب والفضة ، والصدّ عن سبيل الله.
وما إلى ذلك ، وهو إفراغ للرهبانية من مضامينها الحقّة التي تعني الحقائق التالية :
أ: خشية الله ، والتقرّب إليه بالتبتّل ، والزهد في حطام الدنيا.
ب : الاحتياط في الدّين ، والاجتهاد في العبادة وأداء حقوق الناس ، وإقامة أحكام الله على وجهها الصحيح لتحقيق أهداف الدّين ومقاصد الشريعة من خلالها ، وجعل رضوان الله هو الغاية دون تكريس العصبيات والأنانيات.
ج : اعتزال الناس تمهيدا لتغييرهم ، والتقية والهجرة من أجل الجهاد ، دون جعلها هدفا بذاته ووسيلة لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة حدود الله.
(فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها)
وبلغ بهم الأمر إلى درجة استغل أدعياء العلم والدين الناس باسمها ، وصدّوهم عن السبيل ، قال تعالى : (إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ