بعيسى (ع) واتبعوه قبل أن يتوفّاه الله ، أو حافظوا على إيمانهم بعده فكانوا ممّن رعى الرهبانية حقّ رعايتها ، ولمّا جاء الرسول (ص) آمنوا به واتبعوه ..
(أَجْرَهُمْ)
والأجر هو الجزاء في مقابل شيء ، والمؤمنون من أهل الكتاب يعطيهم الله أجرهم مقابل الإيمان والعمل الصالح ، وليس لمجرّد انتمائهم إلى دين المسيح (ع) ومجتمعة وأشياعه. وينسف القرآن النظرية العرقيّة والعنصرية لدى الضّالين من أهل الكتاب فيقول :
(وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ)
ضالّون منحرفون يدخلون النار ، لا تنفعهم عنصريّتهم ولا انتماءاتهم اللفظية.
[٢٨] وإذا كانت الرهبانية القائمة اليوم بدعة زائفة عن السبيل ، فما هي الوسيلة التي تقرّبنا إلى ربّنا أكثر فأكثر لمن اشتاق إلى الزلفى إليه سبحانه ، ونيل مرضاته وحبّه والدرجات العلى من جنّاته؟
في خاتمة سورة الحديد ـ سورة التبتّل والجهاد ـ يبصّرنا ربّنا بالوسيلة التي يتخذها من شاء أن يتخذ إلى رضوان ربه سبيلا.
ويوجّه ربّنا الخطاب إلى المؤمنين بالله جميعا ممّا يشمل الفريق الأوّل من أهل الكتاب ، وكذلك المؤمنين في عهد النبي محمد (ص) لا يفرّق بين أحد منهم ، يدعوهم إلى صدق الإيمان والتقوى بترغيب في رحمة وفضله.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)