(اتَّقُوا اللهَ)
وبعبارة : إنّ المسافة بين الإنسان وبين الاستجابة للوحي واتباع القيادة الرسالية مليئة بالتحديات والضغوط ، ولا يقدر الإنسان على طيّها إلّا بزاد التقوى التي يواجه بها أشواك الطريق.
(وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ)
فهو محك الإيمان والتقوى ، وما هي قيمة إيمان لا يتحوّل في واقع الإنسان إلى ولاء ديني ، اجتماعي ، سياسي ، عملي ، للقيادة الرسالية الصالحة ، ويصوغ شخصية الإنسان صياغة ربّانية بعيدة عن قوالب التحزّب الأعمى ، والعصبيّة الضيّقة ، والقوميّة المحدودة ، والوطنيّة الزائفة ، و... و...؟
ما قيمة الإيمان الذي لا يصنع مجتمعا صالحا ، يعمر الأرض ، وينصر الضعفاء ، ويقاوم الطغاة والمجرمين؟ بلى. إنّه سوف يواجه ضغوط القيادات المنحرفة ، والمجتمع من حوله ، ولكن ليعلم أنّ ما يجده مع التقوى واتباع القيادة خير ممّا يفوته من حطام الدنيا.
(يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ)
قيل غ الكفل هو ما يشدّ الراكب إلى سنام الإبل ، ويتكفّل بإجلاسه عليها (١) ، ولكل فرد كفل ، فتطوّر المعنى والاستخدام حتى أصبحت الكلمة تعني النصيب الكامل للشخص ، والذي يتقي الله ويؤمن بالرسول ينال نصيبين وحظّين ، فلا يخسر الدنيا بسبب الترهّب الزائد عن حدّه ، كما هو حال بعض أهل
__________________
(١) في التفسير الكبير قال المفضل بن سلمة : الكفل : كساء يديره الراكب حول السنام حتى يتمكن من القعود على البعير