وهو المالك الحق للسموات والأرض ، وإليه ترجع الأمور ، فهو المقدر المدبّر وإليه المصير ، وآية تدبيره توالج الليل والنهار في الصيف والشتاء وعلمه بذات الصدور.
كلّ ذلك يحملنا على الإنفاق في سبيل الله ، وهو موضوع الدرس التالي.
بينات من الآيات :
[١] إنّ للكائنات شعورا يسبّحن عبره بحمد ربّهن ، كلّ بقدره وبلغته ، إذ سواء وعين ذاتهن أو بصرن آفاق الخلق فهنّ يرين تجليات الرب ، وبعجز ذاتها تستدل على قدرته تعالى ، وبزوالها تستدل على بقائه سبحانه ، وبحدوثها تستهدي إلى أنّه القيّوم الذي لم يزل ولا يزال ولن يزول ، وأمّا عن الآفاق فهي أنّى رمت ببصرها ترى آثار خلقه وتدبيره تعالى ، لذا فالخلق كلّهم ينزّهونه عن النقص والعيب.
(سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
إنّه تسبيح قديم قدم كلّ مخلوق ، إذ يبدأ معه منذ اللحظة الأولى التي ينشأها بارئها من بعد العدم ، ولكن كيف تسبّح الأشياء ربّها؟!
نتصوّر لذلك معنيين :
الأوّل : أنّ خلقة كلّ شيء تهدي إلى نقصه وعجزه ومحدوديّته ، وذلك بدوره شاهد صدق على كمال خالقه وقدرته وتعاليه عن الحدّ والقيد ، وبالتالي شاهد صدق على أنّه سبّوح قدّوس متعال منزّه عن أيّ نقص وعجز وتحديد.
الثاني : أنّ الأمر لا يقف عند هذا الحد ، بل لكلّ شيء إحساس بقدره يعرف