الإنسان على أساس الهوى والجهل ، أو أن يتقوّل على الله ، فهذا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) على عظمته يجيب المرأة : «ولم أؤمر في شأنك بشيء» ، حتى نزل قوله تعالى في شأن الظهار.
(قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها)
أي في شأنه وأمره ، تريده يرجع إليها.
(وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ)
وتكشف مجادلتها وشكواها عن الأثر العميق للحادثة في نفسها ، لأن الظهار في عرف الجاهلية ينهي كيان الأسرة إلى الأبد. إنّها حقا صورة من الغيّ والضلال تعكس مأساة الإنسان في ظلّ الجاهلية.
بلى. إنّ الأمر قضّ مضجع هذه المرأة الضعيفة ، وما فتأت تعاود رسول الله في أمرها ، لعلّها تجد بلسما في دين الله ، وعند رسول الرحمة. وإنّ قلبها ليحدّثها بأنّه تعالى أسمى من أن يعطي لهذه العادات شرعية ، ممّا يدفعها للحوار مع النبي المرّة بعد الأخرى دون يأس. وكلّ ذلك بظاهره وباطنه وبدقائق تفاصيله لم يكن ليخفى على الله.
(وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما)
إنّه شاهد ناظر ، لا حاجب يمنعه ، ولا ستر يستر عنه. إنّهما الآن واقفان في زاوية البيت يتحاوران ، تقول هذه المرأة المجادلة لرسول الله ـ حسب بعض النصوص ـ : يا رسول الله قد نسخ الله سنن الجاهلية ، وإنّ زوجي ظاهر مني ، فقال لها : ما أوحي إليّ في هذا شيء ، فقالت : يا رسول الله أوحي إليك في كلّ