شيء وطوي عنك هذا؟ فقال : هو ما قلت لك.
هذا رسول الرحمة ، هذا مركز العطف وينبوع الحنان ، هذا صاحب الخلق العظيم ، ولكنّ الله أرحم الرّاحمين وأعظم عطفا وحنانا فلا يجوز أن نرى أحدا أقرب إلينا منه ولا أرحم ، حتى ولو كان الشفيع الحبيب محمّد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) على أنّه السبيل إلى الله ، وأقرب الوسائل إليه ، وأقرب الشفعاء.
إنّ الله سمع تحاورهما ، فلما ذا لا نراقبه في سرائرنا ، ولماذا نخوض في أحاديثنا مع الخائضين؟ لماذا لا نجأر إليه عند الشدائد ، أو ليس ربّنا نعم الربّ لنا ، فلما ذا لا نصبح نعم العبيد له؟! يقول الإمام الحسين (عليه السلام) في دعائه المعروف :
«وإلى غيرك فلا تكلني. إلهي إلى من تكلني؟ إلى قريب فيقطعني أم إلى بعيد فيتجهّمني أم إلى المستضعفين لي ، وأنت ربّي ومليك أمري ، أشكو إليك غربتي ، وبعد داري ، وهواني على من ملّكته أمري» (١)
(إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ)
يحيط بظاهر الكلام.
(بَصِيرٌ)
ينفذ علمه بما تنطوي عليه السرائر.
والآية تعكس صورة عن مكانة المرأة في الإسلام ، وأنّها مع الرجل على حد واحد في علاقتها مع قيادتها الرسالية ، تجادلها في حقوقها ، وتشتكي عند المشاكل
__________________
(١) المنتخب الحسيني / ص ٩١٦