الصوم كلّه ، حتى يتبع الشهر الثاني بالأوّل ولو ليوم واحد (١) ، وتبقى العقوبة النفسية الجنسية قائمة بحدودها وشروطها.
(مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا)
ولو اخترق هذا الحد فإنّه تجب عليه كفّارة الظهار ، وكفّارة الخرق ، فعن زرارة ، وغير واحد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله الصادق (ع) أنّه قال : «إذا واقع المرة الثانية قبل أن يكفّر فعليه كفّارة أخرى ، وليس في هذا اختلاف» (٢)
وتتوجّه كفّارة الصوم لشهرين متتابعين إلى تربية نفس المظاهر وعقابه من زاوية نفسية ، لا مالية كما هو الحال في كفّارة العتق ، وكلّ ذلك ليفرض الله حرمة الأسرة على عباده ، ويعرّفهم قيمة شريكة حياتهم وحرمتها.
(فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ)
الصيام لسبب وعذر مشروع.
(فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً)
وهناك علاقة وثيقة وعميقة بين الصيام شهرين متتابعين (٦٠ يوما) وإطعام ستين مسكينا ، فهناك جوع وهناك إشباع ، وأهمّ أهداف الصوم أنّه يحسّس الإنسان المؤمن بالمعوزين والمحتاجين والجوعى من حوله عمليّا ، فإن لم يستطع مواساتهم بجوعه مثلهم بالصيام فليواسهم بإشباعهم مثله بالإطعام ، إزاء كلّ يوم مسكينا
__________________
(١) شرائع الإسلام
(٢) المصدر / ص ٢٥٦