يطعمه على المائدة ، أو يعطيه مدّا من الطعام يتصرّف فيه.
وإذا كان ظاهر الأمر في هذه الكفّارات أنّها تستهدف ردع الإنسان عمليّا عن التورّط في الظهار ، وتحصين الأسرة عنه ، وتحسيس كلّ واحد بقيمتها عند الله وضرورة المحافظة عليها ، فإنّ أسمى موعظة وغاية لها هي الإيمان بالله والرسول.
(ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ)
باعتبار الإيمان الحلّ الجذري الأشمل لمشكلة الظهار وكلّ مشكلة ، وإنّما يتورّط المؤمن فيه متأثرا بعوامل أخرى غير الإيمان ، ومنطلقا من غير قيمة ، كالجاهلية والذاتية والانتقام ، فلا بد أن يرجع إليه بالكفّارة. ولكنّ السؤال : كيف تقود الكفّارة إلى الإيمان؟
والجواب : إنّ الإيمان روح في القلب تنمّيها الممارسة العملية ، وكلّما اتبع المسلم رضوان الله كلّما زاده الله هدى وإيمانا ، وكلّما كان العمل أصعب والإخلاص أنقى كلّما كان أنمى للإيمان ، وأجلى للبصيرة والهدى ، ولا ريب أنّ عتق رقبة (بما يكلّف من إنفاق كبير) ، وصيام شهرين متتابعين (بما فيه من صعوبة بالغة) ، وإطعام ستين مسكينا (بما فيه من إنفاق ومواساة للمحرومين) إنّ كلّ أولئك ممارسات مستصعبة تمتحن قلب المسلم بالإيمان وتزكّيه وتطهّره.
(وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ)
المفروضة في المجتمع والعلاقات الأسرية ، ولا يحقّ لأحد أن يتجاوزها.
(وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ)
سواء أولئك الذين يكفرون بالله وبرسالته وحدوده كفرا محضا ، أو أولئك