وقال : «مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً» (١) ، وفي المنجد : الإثم فعل ما لا يحل. (٢)
ثانيا : التجاوز على حرمات المجتمع والأمة ، كالاعتداء على حقوق الناس وأموالهم وأعراضهم.
ثالثا : شقّ عصبي الطاعة للقيادة الرسالية التي يمثّلها يومئذ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهي لا تزال معصيتها رغم تبدّل مصاديقها في الواقع الاجتماعي معصية للنبي ، لأنّها امتداده الطبيعي في أجيال الأمة.
وهذه الذنوب الثلاثة تعدّ اعتداء على حدود الله ، وقد جعلها المنافقون محور نجواهم ، وهي متتالية ، إذ أنّ مجالس المتآمرين ـ أنّى كانت ، وأنّى استهدفت ـ تنطلق من الإثم ، من العصبية والعنصرية ، من الكذب والافتراء ، من تحقير القيم لحساب الذّات ، وإثارة الحساسيات ، وكوامن الشر تنطلق من كلّ ذلك لتنتهي إلى العدوان واغتصاب حقوق الآخرين ومحاولة التسلّط والتعالي عليهم ، وفي ذلك خرق لسنن الله العادلة ، ومخالفة للقيادة الشرعية.
إنّ هذه الجلسات المشؤومة هي رحم الشبكات الحزبية الضالة التي تخطط للسيطرة على الأمة ولولا غياب الإحساس برقابة الله ، وغياب التقوى من الله ، وبالتالي الإنصاف والعدالة ، لما ولدت هذه الجلسات التي لا يهدف المشاركون فيها إلّا تحقيق شهواتهم الرخيصة.
وعملية التناجي هي تفاعل بين المنافقين حيث يدفع بعضهم بعضا ، ويدعوه
__________________
(١) المصدر / ٤٨
(٢) راجع مادة أثم