وربّنا يعالج حزن المؤمنين بإعطائهم المزيد من الثقة بإرادته ومشيئته المتصرّفة في الخلق ، وبدعوتهم إلى التوكّل عليه ، لأنّ الأمّة التي تتوكّل على ربّها لا تهزمها المؤامرات.
(وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ)
بلى. إن المنافقين وأعداء الأمّة الإسلامية يحيكون المؤامرات ضدها في الخفاء وبعيدا عن علم المؤمنين ، ولكنّها ليست غائبة عن علم الله ، ولا هي أكبر من إرادته ، حتى يستطيعوا الإضرار بالمؤمنين ، إلّا بعد أن يأذن الله بذلك. ولكن متى يأذن الله بذلك؟ إنّما حين تغرق الأمّة في غمرات الصراع أو السبات أو توافه الأمور ، أمّا الموحّدة الجدّية الطامحة والساعية في سبيل الله فلن يترها الله أعمالها ، ولن يضيع جهودها. وما دام الله يدافع عن رسالته وأوليائه وعباده فلن يسمح أن يطفئ نوره أبدا.
(وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
وليس التوكّل باللسان وحسب ، إنّما هو الثقة بالله ، ونبذ أغلال اليأس والخوف والتردّد عن النفس ، والتسلّح ببصائر الوحي في السعي والاجتهاد والتفاؤل ، وتنفيذ مناهج الوحي في التحرّك من الحكمة والتدبير وحسن الخلق والتعاون والإخلاص ، فإنّ ذلك كفيل لو التزمت به الأمّة الإسلامية بإفشال كلّ المؤامرات ، وحينذاك تسعى الأمّة وبتوجيه من قيادتها الرشيدة المقاومة مؤامرات شياطين الجنّ والإنس.
وهناك نوع من النجوى السلبية المنهي عنها في الإسلام ، وهي تختص بتناجي المؤمنين مع بعضهم في المجالس ، بغض النظر عن مضامينها ، فقد كرّه الإسلام أن