يتناجى اثنان بحضور ثالث ، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما فإنّ ذلك يحزنه» (١)
[١١] لكي يتحسّس المؤمن بأنّ الله رقيب عليه حاضر معه شاهد عليه يبصّره القرآن بآداب الخلوات ، عند ما يختلي بزوجته (عليه ألا يظاهر ، وإذا ظاهر فعليه ألّا يعاشرها كزوجة إلا بعد كفّارة) ، وعند ما يقرّر التناجي وينشط الشيطان في قلبه لكي يحرف التجاه تناجيه إلى الفساد ، وعند ما يجلس ، كيف يجلس متواضعا ، مراعيا للقيم الإسلامية.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا)
لكي تستوعب الحدّ الممكن من الحضور ، فتعمّ الفائدة ، ويحسّ الجميع بالاحترام والتقدير المتبادل. وإنّ ذلك يستتبع توسيعا من قبل الله للمتفسحين تقريبا لهم منه ، وإثابة على الاستجابة له.
(يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا)
أي قوموا وقوفا ، أو تركا للمكان في المجلس ..
(فَانْشُزُوا)
وإذا كان هذا الأدب يعمّ المؤمنين جميعا فإنّه يكون أهمّ بالنسبة إلى المؤمنين أولي العلم ، لأنّهم أولى بالقرب من القيادة ، وبتصدّر المجالس من غيرهم.
(يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ)
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٦٢