درجات بمثل درجاتهم الإيمانية والعلمية.
وهذه الآية تنفي مقاييس التفاضل المادية ، كما أنّها تعطي المكانة وزمام القيادة في الأمّة لأصحاب الكفاءة الحقيقة (المؤمنون العلماء) وليس لأصحاب المال والأولاد ، وهذا التأكيد على مكانة المؤمنين والعلماء ، وأنّه أولى بالقيادة ، يأتي في مقابل ظنون المنافقين وتصوّراتهم الضالّة عن القيادة والأفضلية ، حيث اعتبروها لأولي المال والأولاد والأتباع الأكثر ، وهذا ما دفعهم للتآمر على قيادة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والتخطيط للعصيان والتمرّد ضدّها ، إذ قالوا : كيف يصبح هو القائد وليس أكثرنا مالا وولدا؟!
وفي ختام الآية يذكرنا الله بكلّ ما يعمله الإنسان ، لكي نزداد حذرا منه وتقوى.
(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
قال قتادة : نزلت هذه الآية في مجالس الذكر ، وذلك أنّهم كانوا إذا رأوا أحدهم مقبلا ضنّوا بمجالستهم عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، فأمرهم الله تعالى أن يفسح بعضهم لبعض ، وقال مقاتل ابن حيّان : أنزلت هذه الآية يوم الجمعة ، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يومئذ في الصفة ، وفي المكان ضعيف ، وكان يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار ، فجاء ناس من أهل بدر وقد سبقوا إلى المجالس فقاموا حيال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقالوا : السلام عليكم أيّها النبي ورحمة الله وبركاته ، فردّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) عليهم ، ثم سلّموا على القوم بعد ذلك فردّوا عليهم ، فقاموا على أرجلهم ينتظرون أن يوسع لهم ، فعرف النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ما يحملهم على القيام ، فلم يفسح لهم ، فشقّ ذلك على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال لمن حوله من المهاجرين