الشأن ، قيل أنّه اقترضه من أحد المسلمين ، فصرّفه عشرة دراهم ، قدّمها كلها بين يدي عشر نجوات مع رسول الله (ص) ، حتى قال عمر بن الخطاب : «كان لعليّ (رضي الله عنه) ثلاث ، لو كانت لي واحدة منهنّ كان أحبّ لي من حمر النعم : تزويجه فاطمة (رضي الله عنها) وإعطاؤه الرواية يوم خيبر ، وآية النجوى» (١) وقال الإمام علي (ع) : «إنّ في كتاب الله آية ما عمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي : آية النجوى. إنّه كان لي دينار فبعته بعشر دراهم فجعلت أقدّم بين يدي كلّ نجوى أناجيها النبي (ص) درهما» قال : فنسختها قوله : «الآية ١٣». (٢)
[١٣] وحيث تفهّم المعنيّون خلفيات الحكم الإلهي بالصدقة قبل النجوى ، وبالذّات أولئك الذين يكثرون من التناجي مع النبي (ص) ، والذين امتنعوا الآن عن ذلك بخلا ، ولو كانت أحاديثهم التي يسرّون بها إليه (ص) ذات أهمّية لما رجّحوا الكفّ عنها وهم الأغنياء خشية تقديم الصدقات ، نسخ الله برحمته ومنّه حكم الضريبة ، ممّا دلّ على أنه وضع لعلاج ظاهرة التناجي السلبي. ووجّه القرآن عتابه للذين امتنعوا عن التناجي ذلك إشفاقا من تقديم الصدقة ، أو تناجوا ولم يقدّموا صدقة كما أمرهم الله ، أو للذين لم يطيقوا ذلك بسبب الفقر وقلّة المال :
(أَأَشْفَقْتُمْ)
قالوا : الإشفاق الخوف من المكروه ، فيكون معناه : هل شقّ عليكم إعطاء الصدقة قبل التناجي مع الرسول (ص)؟
(أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ)
__________________
(١) تفسير روح البيان / ج ٩ ص ٣٠٦
(٢) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٦٥