ولم يقل صدقة ممّا يدلّ على وجود فريق من المسلمين يكثرون التناجي مع النبي ممّا يستلزم الصدقات الكثيرة. وحيث أنّه تعالى لا يعارض ذات التناجي ، لعلمه بضرورته وحقّانيّته من قبل المخلصين ، وفي بعض موارده ، رحم الذين لا يجدون ، وتاب على الذين أشفقوا.
(فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ)
ممّا يدلّ على تقصير لدى المعنيّين بهذه الآية الكريمة. ومن مصاديق الرحمة هناك والتوبة هنا نسخ فريضة الصدقة عند النجوى ، وبالتالي إرجاع المسلمين إلى واجباتهم الأولية ، وأهمّها الصلاة كرمز للجانب العبادي والروحي عند الإنسان المؤمن ، والزكاة كرمز لتعبّده الاقتصادي الاجتماعي ، والطاعة لله وللرسول كرمز للالتزام السياسي في الحياة.
(فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)
بتمام المعنى ، إذ لا يقوم إلّا الصحيح ، وإقامة الصلاة فيما يعني انعكاسها على السلوك والالتزام بقيمها في سائر أبعاد الحياة.
(وَآتُوا الزَّكاةَ)
تكافلا مع المعوزين ، ودعما لاقتصاد المجتمع ، وبالتالي تطهيرا للمجتمع من الآثار السلبية للعوز والحاجة ، وتزكية للنفس من أعقد مشاكلها وهي الشح.
(وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ)
ولعلّ في هذه الآية بدائل للمضامين السيئة في النجوى الحرام ، فبإقامة الصلاة يتطهر الإنسان من الإثم ، والزكاة (العلاقة الإيجابية مع المجتمع) بديل للعدوان