ظهرت على أعدائي ، وأظهرني الله على خصمي ، يخبر عن الفلج والغلبة ، فهكذا ظهور الله على الأشياء ، ووجه آخر انّه الظاهر لمن أراده ، ولا يخفى عليه شيء ، وأنّه مدبّر لكلّ ما برأ ، فأي ظاهر أظهر وأوضح من الله تبارك وتعالى ، لأنّك لا تعدم صنعته حيثما توجّهت ، وفيك من آثاره ما يغنيك ، والظاهر منا البارز لنفسه والمعلوم بحدّه ، فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى ، واما الباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء بأن يغور فيها ، ولكنّ ذلك منه على استبطانه للأشياء علما وحفظا وتدبيرا ، كقول القائل : أبطنته ، يعني خبرته ، وعلمت مكتوم سرّه ، والباطن منا الغائب في الشيء المستتر ، وقد جمعنا الاسم واختلف المعنى» (١).
وجاء عن الامام الصادق (ع) شرح وتوضيح لمعنى القبل والبعد فقال : «جاء حبر من الأحبار الى أمير المؤمنين (ع) فقال : يا أمير المؤمنين! متى كان ربك؟ فقال له : ثكلتك أمك! ومتى لم يكن حتى متى كان؟ كان ربّي قبل القبل بلا قبل ، وبعد البعد بلا بعد ، ولا غاية ولا منتهى لغايته ، وانقطعت الغايات عنده فهو منتهى كلّ غاية» (٢)
وجاء في خطبة لأمير المؤمنين (ع) يذكّر بأسماء الله ، ويبين ضمنا معانيها ، ما يلي :
«الذي ليست له في اوليّته نهاية ، ولا في آخريته حد ولا غاية. الذي لم يسبقه وقت ، ولم يتقدّمه زمان. الاول قبل كل شيء ، والاخر بعد كل شيء ، والظاهر على كل شيء بالقهر له» (٣).
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٣٤.
(٢) المصدر ص ٢٣٣
(٣) المصدر ٢٣٥