الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) (١) ، ومن مصاديق روح التأييد الإلهي ملائكة الله ، وإليك جانبا من النصوص الواردة في تفسير تلك الكلمة :
قال الإمام الصادق (عليه السلام) : «هو الإيمان» (٢).
وقال : «ما من مؤمن إلّا ولقلبه أذنان في جوفه : أذن ينفث فيه الوسواس الخناس ، وأذن ينفث فيها الملك فيؤيد الله المؤمن بالملك» (٣) ثمّ تلا الآية.
وقال الإمام أبو الحسن الهادي (عليه السلام) : «إنّ الله تبارك وتعالى أيّد المؤمن بروح منه تحضره في كلّ وقت يحسن فيه ويتقي ، ويغيب عنه في كلّ وقت يذنب فيه ويعتدي ، فهي معه تهتزّ سرورا عند إحسانه ، وتسيح في الثرى عند إساءته ، فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا ، وتربحوا نفيسا ثمينا ، رحم الله امرءا أهمّ بخير فعمله ، أو هم بشر فارتدع عنه ، ثم قال : نحن نؤيّد بالروح بالطاعة لله والعمل له» (٤).
ولقد تجلّت مصاديق الإيمان الثابت والتأييد الإلهي في الصحابة المخلصين لرسول الله ، إذ خرجوا من العلاقات العاطفية والاجتماعية والسياسية ، وكذلك الانتماءات القبلية والعرقية و.. و.. لتكون علاقتهم بالحقّ وحده ، وانتماؤهم إلى حزب الله ، ومن أجل ذلك وقفوا يقاتلون آباءهم ، وأبناءهم ، وإخوانهم ، وقبائلهم ، لا تأخذهم في الله لومة لائم ، ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : «ولقد كنّا مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) نقتل آباءنا ، وأبناءنا ، وإخواننا ، وأعمامنا ،
__________________
(١) الأنفال / ٢٤
(٢) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٦٩
(٣) المصدر
(٤) المصدر