وتزرع الحبّ في أرجائها.
تعالوا نستقبل زخّات النور المنبعث من آياتها المباركات :
لأنّ الله قدّوس يسبّح له ما في السموات والأرض فهو العزيز الحكيم.
ولأنّه عزيز فإنه قهر الذين كفروا بالرسالة وحاربوها من أهل الكتاب ، وأخرجهم حتى يوم الحشر من ديارهم بالرغم من تجذّرهم فيها ، فلم يظنّوا بأنّهم خارجون منها ، كما لم تظنوا ذلك. لماذا؟ لأنّهم شاقّوا الله حينما كفروا برسالته ، وبما شاقّوا الرسول. ومن آيات عزّة الله أنّه شديد العقاب بالنسبة إلى من يشاقّ الله.
ويشرع السياق في بيان أصول التكافل الاجتماعي بين المسلمين عبر نقاط متواصلة :
الأولى : إنّ ما أفاءه الله على رسوله من دون حرب فهو لله وللرسول وللمستضعفين من المسلمين.
الثانية : إنّ الهدف من توزيع الثروة منع تراكمها بين الأغنياء فقط.
الثالثة : الفقراء من المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم ابتغاء رضوان الله ونصروا الله ورسوله أولئك هم الصادقون فهم يستحقّون الفيء.
الرابعة : الذين سبقوهم إلى دار الإيمان وهم الأنصار لا يجدون في أنفسهم حاجة ممّا أوتوا ، لأنّهم يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، ولأنّ الله قد وقاهم شحّ أنفسهم ، (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
وهكذا تتدرّج آيات السورة ابتداء من التكافل الاجتماعي لتبلغ أسمى