مراحل الأخوة الإيمانية المتمثلة في الإيثار. ويبدو أنّ هذه البصيرة هي محور السورة كلّها.
الخامسة : لكي تبقى مسيرة الأخوة عبر الأجيال فإن المؤمنين يستغفرون الله لمن سبقهم بالإيمان.
السادسة : إنّ المؤمنين يدعون ربّهم دوما أن ينزع من صدورهم أيّ غلّ تجاه إخوتهم المؤمنين.
السابعة : وكما يضرب القرآن لنا مثلا أعلى للأخوة بين أبناء البشر في قصة الأنصار (من أهل المدينة) والمهاجرين (من غيرهم) وما كان بينهم من إيثار وحب ، يسوق أمثولة من واقع المنافقين (من أهل المدينة) وكفّار أهل الكتاب (من غيرهم) وكيف سادت علاقاتهم الخيانة ، فقد وعدوهم بأن ينصروهم إن هوجموا والله يشهد أنّهم لكاذبون ، كما يسوق أمثولة أخرى من واقع اليهود وكيف أنّهم يفقدون التمسك بعزّة الله فتراهم يرهبون منكم ، كما أنّ قلوبهم شتى فيما بينهم لأنّهم قوم لا يعقلون.
وهكذا علاقة الشيطان بمن يتبعه ، يأمره بالكفر (ويمنّيه بالنصر) ولكنّه يخذله ، ويقول : (إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ) ، فيكون عاقبتهما النار خالدين فيها.
الثامنة : ولكي تنمو في الامّة روح التقوى التي هي أصل كلّ خير فإنّ الله يأمرنا بأنّ ننظر ماذا نقدّم لدار مقرّنا التي ننتقل إليها غدا ، ويأمرنا بذكره أبدا ، لأنّ من ينسى الله ينسيه الله نفسه ، وأن نسعى لنكون من أهل بالجنة (التي سبقت الإشارة إليهم ، وكيف يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) ، وأن نحذر مصير أهل النار فهما لا يستويان مثل ، أصحاب الجنة هم الفائزون.