منه أمر الله؟
(وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ)
ونهتدي من هذا المقطع إلى أن المالك الاول هو الله حين ابتدع كلّ شيء ابتداعا ، وخلقه بعد العدم ، وانه المالك في المستقبل ، وهو المالك الآن ، لأنه الأحد ، العالم بكل شيء ، كما أنّه القادر على التصرّف فيه كيف ومتى شاء. إنّه الذي يميت ويحيي ، ولك ان تلقي ببصرك في آفاق الخليقة ابتداء من نفسك لترى آثار الحكمة والتدبير الالهي المنطبعة في كل شيء ، بلى. قد تنكر دور الارادة الالهية في دقائق حياتك ، زاعما بأنك الذي تصنع كل شيء فيها ، ولكن من الذي يحرّك ملايين المجرات السابحة في الفضاء بهذا النظام الدقيق؟ ومن الذي يبدّل الفصول والليل والنهار؟ إنّه الله.
(يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ)
فاذا ولج أحدهما في الآخر أخذ منه واستطال عليه ، وهذا التناقص والتزايد المستمر والمتقابل في الحركة اليومية للأرض حول نفسها وبسبب حركتها حول الشمس ينتهي الى تبدّل الفصول ، فاذا بالليل يلج في النهار الى الأقصى في منتصف الشتاء ، بينما يلج النهار الى الأقصى في منتصف الصيف ، ويتعادلان في الربيع والخريف تقريبا.
(وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)
إنّ علمه لا يقف عند ما يظهره الإنسان دليلا على ما في قلبه ، وعلامة على نيته ، إنّما ينفذ الى ذات الصدور نفسها ، ولعلّ سائلا يقول : ما هي العلاقة بين شطري الآية ، أو بتعبير آخر : ما هي علاقة إيلاج الليل في النهار والعكس بعلم الله ما في