المادي من أجل الدين ، وحبّا في الانتماء إليهم ، وضم جهودهم وطاقاتهم إليهم لتقوية مجتمع الحقّ وجبهته.
والسؤال : كيف يجب أن تكون علاقة الأجيال المؤمنة (السابقة والسؤال : كيف يجب أن تكون علاقة الأجيال المؤمنة (السابقة باللاحقة والأنصار بالمجاهدين ، والمنتصرين بالحركات التي تسعى للانتصار فتهاجر إليهم)؟
أوّلا : الحب القلبي الصادق .. فلا يرون اللاحقين بهم من سائر الفصائل الرسالية غرباء أو دخلاء ، ولا يريدونهم أن يكونوا عملاء لهم ، ولا يستثير وجودهم وتنافسهم ولا حتى انتقادهم أيّ حقد وحسد ولا أيّ لون من الحساسيات السلبية ، لأنّ رابطتهم ببعضهم أكبر من كلّ ذلك. إنّها رابطة الإيمان والجهاد.
وهكذا يحدّد القرآن محور التواصل بين فئات المؤمنين : الأنصار الذين سبقوا غيرهم في بناء التجمّع الإيماني ، والمهاجرين الذين تجرّدوا عن مصالحهم في سبيل الله ، فيبيّن أنّ الحبّ هو ذلك المحور.
ولا يصل الإنسان إلى هذا المستوى الرفيع من الأخلاق إلّا إذا تمكن الإيمان من نفسه فتجاوز شح نفسه (الأهواء والشهوات ، والمصالح) وتحرر عن أغلال الوطنية والقومية والعنصرية والطبقية والحزبية ، وأصبح مثلما قال الإمام الصادق (عليه السلام) : «من أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومنع لله فهو ممن كمل ايمانه» (١) بلى. ان الحب في الله من أوثق عرى الإيمان ، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : «ودّ المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان» (٢).
__________________
(١) المحاسن للبرقي / ج ١ ص ٢٦٣
(٢) المصدر