«إياكم أن يحسد بعضكم بعضا ، فإن الكفر أصله الحسد» (١) وقال : «ان المؤمن يغبط ولا يحسد ، والمنافق يحسد ولا يغبط» (٢) وقال الإمام الباقر (عليه السلام) : «ان الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب» (٣) وقال الرسول (صلّى الله عليه وآله) (يعني الحسد): «ليس بحالق الشعر ، لكنه حالق الدين» (٤) وقال الله عزّ وجلّ لموسى بن عمران : «يا ابن عمران! لا تحسد الناس على ما أتاهم من فضلي ، ولا تمدّن عينيك إلى ذلك ، ولا تتبعه نفسك ، فإن الحاسد ساخط لنعمي ، صادّ لقسمي الذي قسّمت بين عبادي» (٥) وقوله تعالى : (لا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ) يؤكد لنا أنّ الحسّاد هم أصحاب الصدور الضيّقة ، والقلوب المريضة.
وأهم الحاجات التي يضمرها الحاسدون في صدورهم هو تحطيم إخوانهم ، ولا ريب أنها سوف تتضخم فتراكم العقد في نفوسهم ، وتدفعهم إلى سلوك اجتماعي خطير تجاه الآخرين ، ولذلك جاء في الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) : «للحاسد ثلاث علامات : يغتاب إذا غاب ، ويتملق إذا شهد ، ويشمت بالمصيبة» (٦) ولك ان تتصور مجتمعا متحاسدا يكاد يتمزق داخليّا كيف يتسنى له أن يتقدم حضاريّا ، وكيف ينتصر أمام التحديات الكبيرة.
ثالثا : الإيثار .. وهو علامة الإيمان ، والمظهر الخارجي للحب الصادق تجاه الإخوان ، وقمّة التماسك في جبهة الإيمان ، حيث التفاني والتضحية من أجل الغير
__________________
(١) المصدر / ج ٧٨ ص ٢١٧
(٢) المصدر / ج ٧٣ ص ٢٥٠
(٣) المصدر / ص ١٤٤
(٤) المصدر / ص ٢٥٣
(٥) المصدر / ص ٢٤٩
(٦) المصدر / ص ٢٥١