في أيدي الناس شيئا إلّا تمنى أن يكون له بالحل والحرام ، ولا يقنع بما رزقه الله عزّ وجلّ» (١).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «ما محق الإسلام محق الشحّ شيء ، ثم قال : ان لهذا الشح دبيبا كدبيب النمل ، وشعبا كشعب الشرك» (٢).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : «إذا لم يكن لله عزّ وجلّ في العبد حاجة ابتلاه بالبخل» (٣).
وقال علي بن إبراهيم : حدثني أبي عن الفضل بن أبي قرة قال : رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يطوف من أول الليل الى الصباح وهو يقول : اللهم قني شح نفسي فقلت : جعلت فداك ما سمعتك تدعو بغير هذا الدعاء؟ قال : وأيّ شيء أشد من النفس ، ان الله يقول : «وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (٤)
[١٠] تلك كانت العلاقة النموذجية التي ينبغي أن يتحلّى بها السابقون تجاه اللّاحقين ، وقد جعل الله الأنصار الصادقين مثلا لها ، فما هي العلاقة من طرفها الآخر (اللاحقين بالسابقين)؟ يضع القرآن أمامنا قواعدها الرئيسية ونموذجها من حياة المهاجرين المخلصين.
(وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ)
المهاجرون بعد الأنصار في المدينة ، والثوار المهاجرون إلى إخوانهم المنتصرين في
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٩١
(٢) المصدر
(٣) المصدر
(٤) المصدر