إذا كان ظاهر المعركة انها تنتهي الى انتصار الحق واهله؟! فهم غير مستعدين لخوض معركة تذهب بفضيحتهم وخسارتهم ، وقد صنعوا المستحيل من أجل أن يلعبوا على الحبلين ، ولا يصنفوا في جهة وجماعة ما من أجل سلامتهم ، وهب ان المنافقين جازفوا ودخلوا الحرب ضد المسلمين فما ذا سوف يغيرون في الواقع؟!
(وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ)
هزيمة ، لهم ولأولئك ، لأنهم لا يملكون مقومات الثبات في القتال ، وأهمها روح التضحية والشهادة ، والمتوفرة عند اتباع الحق دونهم ، ولأن إرادة الله أقوى من أن يثبت أمامها أحد ، وحينها يخسر الكافرون أنصارهم ، وسوف يخسر المنافقون مستقبلهم.
(ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ)
أي لا أحد يمنع عنهم سطوة الحق وأهله.
[١٣] وانما ينهزم المنافقون وحتى الكافرون عسكريّا أمام المسلمين لأنهم يعيشون الهزيمة النفسية في داخلهم أيضا ، ودليل ذلك توسلهم بالنفاق بين المسلمين لأنهم لا يملكون الشجاعة الكافية للظهور على حقيقتهم ، وكان الأولى لهم أن يخافوا الله الشاهد عليهم لو كانوا يعلمون ويؤمنون بالغيب.
(لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ)
أي لا يعرفون الحقائق بعمق ، والى حدّ اليقين ، وإلّا لكانوا يتركون النفاق والتعاون مع أعداء الحق خشية سطوة الله وعذابه في الدنيا والآخرة. وهذه الصفة