إلى الحقّ الواحد.
[١٥] وهذه المسيرة التي لا تقوم على التفقه والتعقّل لا ريب انها ستقودهم إلى المصير السيء في الدارين.
(كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ)
في الدنيا.
(وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)
في الآخرة. وقد يكون المعنى : أنّ أولئك لقوا جزاءهم ، ولهؤلاء أيضا عذاب اليم مثلهم ، والوبال هو سوء العاقبة (١) وقيل في «الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ» : انهم عموم أعداء الحقّ ، وقيل : هم المشركون الذين هزمهم الرسول في بدر ، وقيل : هم بنو قينقاع وهو الأقرب والأشهر بين المفسرين ، وهم أول فريق من اليهود نقضوا عهدهم مع الرسول (صلّى الله عليه وآله) وأرادوا حربه حسدا من عند أنفسهم ، لما يرونه من تعاظم قوته ، وقد نصحهم (صلّى الله عليه وآله) بان يتركوا ذلك ، ولكنهم أصروا وقالوا : لسنا مثل قومك العرب الجبناء ، الذين هزمتهم في بدر ، فاستعدوا للحرب التي دارت رحاها بذريعة بسيطة : حيث أن امرأة من المسلمين ذهبت لصائغ منهم تشتري منه ذهبا ، فاجتمع اليهود عليها وأصروا ان تكشف عن وجهها لهم فلم تفعل ـ مما يدل على اشتهار الحجاب أيام الرسول بحيث كان يستر الوجه ـ فبادر الصائغ بشدّ ثوبها الذي عليها ، بحيث ينكشف بعض بدنها للحاضرين ، وكان اليهود يتضاحكون كلما بدت سوأتها.
وفي الأثناء التفت رجل من المسلمين للأمر فأخذته الغيرة للحق فقتل الصائغ
__________________
(١) المنجد / مادة وبل