المختلفة ، فيتبع يوما مجتمعة ، وثان : المحتلّين الأجانب ، وثالثا : التاريخ ، ورابعا : شهوة الرئاسة ، فيصير مثل ذرة تائهة تسير حسبما تسير الريح ، ولا يعمل لمصلحته الحقيقية ، ولا انطلاقا من غايات وجوده ، فإذا به وقد حان يوم القيامة «يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها» ولم يقدم لنفسه شيئا.
وبعبارة : ان الذي يثبت للإنسان وجوده ، ويعرفه بمصلحته ، وهو ايمانه بربه ، فالإيمان يمنحه الاستقلال ويعطيه الرؤية السليمة تجاه نفسه والثقة بها ، وهذه من مميزات بصائر القرآن التي تحرر البشر من سلطة الهوى وهيمنة الشهوات ، وعبودية الطغاة والمترفين الذي يمنّونه بالهوى ، ويرهبونه بصده عن الشهوات ، كلا .. المؤمن يتجاوز هواه ليكرس وجوده ولا يستسلم لجواذب الشهوة فيثبت استقلاله ، ويتحدى سلطة المستكبرين ليعي ذاته ، ويعود الى كيانه ، بينما الثقافة الجاهلية بألوانها واتجاهاتها تفقده هذه القيم ، وتحدوه إلى الذوبان في محيطه ، فيضل عن سواء السبيل.
(أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ)
الذين خرجوا عن حصن القيم فتخطفتهم ذئاب الهوى وسباع الطغيان.
[٢٠] بلى. نسيان الله يسبب الضلال ، ويجعل الإنسان من أهل النار ، لأن أصحاب الجنّة هم الذين تتوفر فيهم الخصال الثلاث (تقوى الله ، والاستعداد للآخرة ، والإحساس برقابته) ، وكما يختلف الفريقان في الدنيا في صفاتهم فإنهم يختلفون في العقبى في مصائرهم.
(لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ)