وهكذا جاء في حديث مأثور عن الإمام الصادق (عليه السلام) حين يجيب هشام بن الحكم حين يسأله عن أسماء الله واشتقاقها : «يا هشام! الله مشتق من إله ، وإله يقتضي مألوها ، والاسم غير المسمى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد» (١).
ويبدو لي ان كثيرا من البشر يضلّون حين يجمدون على حدود الأسماء والحروف الدالّة عليه أو على حدود آيات الله دون أن ينفذوا ببصائرهم وحقائق إيمانهم إلى المعنى ، ولعل أساس طائفة من أقسام الشرك هو هذا الجمود ، ومن هنا جاءت آيات الذكر لتوجهنا الى الله بإشارات فطرية.
(هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)
وسيأتي إنشاء الله بعض التدبر في هذه الكلمات المضيئة.
(عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ)
جاء في الحديث المأثور عن الإمام الباقر (عليه السلام) : «الغيب ما لم يكن ، والشهادة ما كان» (٢).
وإحاطة الله بالغيب علما آية قدرته النافذة ، أو لم يقل ربنا سبحانه : «وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ ...... الآية» (٣).
أو تدري كيف نستدل على ان ربنا عالم الغيب؟ لأنه تعالى قبل أن يخلق
__________________
(١) المصدر / ص ٢٩٦
(٢) المصدر
(٣) الانعام / ٥٩