الخلائق علم كيف يخلقها بلا مثال سبق ، ولا نقص لحق ، فلو لا علمه السابق كيف كان يخلقها بهذه الدقة والمتانة؟
(هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ)
وسعت رحمته كل شيء ، وتفضل على المؤمنين برحمة خاصة.
[٢٣] في كل أفق ومع كل شارقة وغاربة ، وعلى كل صغيرة وكبيرة آياته ، فمن هو وما هي صفاته؟ أنى ألقيت ببصرك شاهدت آثار ملكه وعظمته ، وأيّ شيء رأيت أنبأك بقدرته وحكمته ، واي حدث شاهدت لامست تجليات عزته وجبروته ، فمن هو وما هي أسماؤه؟
سؤال يرتسم على كل شفة ، وبكل مناسبة ، ويأتي الجواب : انه «هو» ويلتقط الفكر هذه الإشارة ليجمع بها خيوط معارفه ، بلى. هو غيب كل شاهد ، وباطن كل ظاهر ، هو نور كل ظلام ، وخالق كل مخلوق.
«هو» وكفى بذلك تذكرة لمن كان له قلب ، أو ليس في القلب فطرته ، وفي أغوار كل فؤاد أشعة من نور معرفته؟
ولكن ما هي أسماؤه الحسنى؟ أولا : «الله» فهو الإله الحق ، الذي اجتمعت فيه كل صفات الألوهية ، فأشرنا اليه ب (الألف واللام) وقلنا : «الله» ولم نقل : «إله» فهو الإله الحق الذي لا يحق لغيره ادعاء الألوهية ، وهكذا تكون الأسماء التالية تفسيرا لاسم «الله» وبالذات الجملة التالية له.
(هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)
فلأنه «لا اله الا هو» فهو «الله» ولا غيره إله ، ولكن ما هي مظاهر ألوهيته