والمؤمن العائذات الطير يمسحها |
|
ركبان مكة بين الغيل والسلم |
اي قسما بالذي أعطى الأمان للطيور التي عاذت بالبيت الحرام فاذا بالحجيج يمسحون عليها بين غابات الشوك وكثبان الرمل.
وقال بعضهم : ان معنى «المؤمن» : انه سبحانه شهد أنه لا إله الا هو ، وروي عن ابن عباس قوله : «إذا كان يوم القيامة أخرج أهل التوحيد من النار ، وأول من يخرج من وافق اسمه اسم نبي حتى إذا لم يبق فيها من يوافق اسمه اسم نبي قال الله تعالى لباقيهم : أنتم المسلمون وأنا السلام ، وأنتم المؤمنون وأنا المؤمن فيخرجهم من النار ببركة هذين الاسمين» (١).
خامسا : ولكن هل يؤمن الناس من الشرور الا المليك المقتدر الذي استوى على عرش القدرة تماما؟ كذلك ربنا سبحانه فهو «المهيمن» الحفيظ الرقيب ، الذي لا يضيع عنده أحد.
وقد قالوا في معنى «المهيمن» أنه الأمين ، وقيل : الشاهد ، وقيل : هو المؤمن في المعنى ، لأن أصل اللفظ المؤيمن ، إلّا أنه أشدّ مبالغة في الصفة ، وقيل : هو الرقيب على الشيء ، يقال : هيمن يهيمن فهو مهيمن إذا كان رقيبا على الشيء» (٢).
ويبدو أن أصل معنى المهيمن المسيطر ، وأنّ سائر المعاني مشتقة منه ، فإن من سيطر كان رقيبا وشاهدا وحفيظا ..
سادسا : وهيمنة الله على الخليقة بلا معارض أنه يقهر ولا يقهر ، ويسأل ولا يسأل ، ويجير ولا يجار عليه ، وهو المنيع الذي لا يرام ، وهو شديد المحال .. وكل هذا ينبئ عن عزته ، وهي غاية الهيمنة. كما ان في الهيمنة كما الإيمان.
__________________
(١) مجمع البيان / ج ٩ ص ٢٦٧
(٢) القرطبي / ج ١٨ ص ٤٧