والايمان قمة السلام.
سابعا : هل تريد ان ترى تجليا لاسم «العزيز»؟ انظر الى جبروت الخالق ، وكيف انه قهر خلقه بما ألزمهم من سننه ، فهم لا يخرجون عن الحدّ الذي رسم لهم الا بما شاء ، فلا يملك أحد يوم ولادته ولا ساعة وفاته ، ولا ما قدر له من رزق ، ولا ما سيّر عبره من قضاء .. انه الله «الجبار».
و «الجبار» اسم من الجبر ، وهو القهر والسلطة ، وإذا أطلق على عباد الله كان ذمّا ، لأن الحاكمية المطلقة لله ، أما خلقه فخير صفاتهم الالتزام بحاكمية الله ، اما إذا قهروا الناس فقد اعتدوا عليهم ، ونازعوا الله سلطانه.
وقيل : ان معنى الجبار الذي يجير الكسير ، ويبدو أن المعنى الأول أظهر.
ثامنا : وليست صفة الجبار كامنة عند الله ، ولكنها تتجلى في تكبره حيث لا يدع أحدا يعتدي على سلطانه الا بقدر ما تقتضيه حكمة الابتلاء ، فهو «المتكبر» ، ولذلك جاء في الحديث القدسي المأثور عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : «الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني في واحد منهما قصمته ، ثم قذفته في النار» (١).
وجاء في حديث مأثور عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال : «والكبرياء رداؤه فمن نازعه شيئا من ذلك أكبه الله في النار» (٢).
هذه هي أسماء الله التي لو تدبر فيها الإنسان وتفتح قلبه على نورها ازداد ايمانا بربه وعرفانا.
__________________
(١) القرطبي / ج ١٨ ص ٤٧
(٢) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٩٨