(الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ)
فهل في خلقه أحد يمكن ان يدّعي هذه الأسماء ، حتى يكون شريكا له في ملكه؟ كلا ..
(سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
هل أنبأت عن إله مثل رب العزة في أسمائه الحسنى يشرك به؟ كلا .. إنما هم مخلوقون مربوبون عاجزون محدودون فانى يذهبون؟!
ترى بعضهم يعبد بقرة ، والآخر يعبد طاغوتا ، هو أقل شأنا من البقرة؟ والثالث يعبد صنما أصمّ. أفلا يعقلون؟!
حقا! ان الذين يشركون بربهم لا يعرفون الله بأسمائه وصفاته ، ولو عرفوا شيئا منها لأدركوا تفاهة من يشركون به ربهم وسفاهة عقول من يشرك.
وقد جاء في الأثر المروي عن الإمام علي (عليه السلام) في معنى وفضيلة (سبحان الله) أنه سأل رجل عمر بن الخطاب ، فقال : يا أمير المؤمنين : ما تفسير (سبحان الله)؟ فقال : إنّ في هذا الحائط رجلا إذا كان سئل أنبأ ، وإذا سكت ابتدأ ، فدخل الرجل وإذا هو علي بن أبي طالب ، فقال : يا أبا الحسن! ما تفسير (سبحان الله)؟ قال : «هو تعظيم جلال الله عزّ وجلّ وتنزيهه عما قال فيه كل مشرك ، فإذا قالها العبد صلّى عليه كلّ ملك» (١).
[٢٤] ذكرت الآية المتقدمة بصفات الله ، ويبدو أن هذه الآية تذكر بأفعاله
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٩٧