الحميدة ، وتلك الأسماء المشتقة منها.
اولا : الخلق ، ويبدو ان معناه صنع الأشياء بعد ابتداعها ، ولذلك يمكن أن يسمى غير الله خالقا ، وقد قال ربنا : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) (١) وقال سبحانه : (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ) (٢).
ثانيا : ونحن إذ نصنع شيئا فانما نغير شيئا موجودا من صورة لأخرى ، بينما ربنا سبحانه أنشأ الخلق انشاء ، وابتدعه ابتداعا ، لا من شيء كان احتذى به ، ويبدو أن هذا هو معنى «البارئ» حيث قال المفسرون : ان معناه المنشئ المبتدع ، وبهذا صرح طائفة من اللغويين أيضا.
وقال بعضهم : إن أصل معنى برأ شوفي من مرض ، ثم توسع ليشمل من يصنع شيئا بلا نقص أو عيب ، وعلى هذا فان «البارئ» هنا الذي اتقن خلقه فلم يدع فيه ثغرة أو فطورا.
ثالثا : وقد خلق الله الأشياء بعد ان ابدعها ، وبعد أن قدرها تقديرا حسنا ، ولعل هذا هو معنى «المصور» فقد قدّر في علم الغيب العالم بما شاء ثم أبدع مادة العالم لا من شيء ، ثم خلقه وصنعه بأحسن الصنع سبحانه.
وقيل : ان التصوير هو التشكيل والتخطيط ، وهو يتم بعد الإنشاء والصنع ، فيكون المعنى انه سبحانه أحسن صنع الأشياء ، وأحسن صورها.
رابعا : ليست أسماء الله محدودة بهذه الكلمات على عظمتها ، بل «لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى» جميعا. أفليست الخلائق آياته؟ أو ليست آياته تجليات أسمائه ، فهو نور
__________________
(١) المؤمنون / ١٤
(٢) المائدة / ١١٠