السموات والأرض ، وله المثل الأعلى؟! وإذا نظرت الى آية من آيات قدرته وعظمته وبهائه وجلاله فاتخذها وسيلة الى معرفة ربك ، وادعه بها لأن الذي تدعوه ..
(هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)
وجاء في الحديث المأثور عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : «لله عزّ وجلّ تسعة وتسعون أسماء من دعا الله بها استجاب له ، ومن أحصاها دخل الجنة» (١)
إنّ معرفة الله بأسمائه الحسنى تحصن الإنسان من الإلحاد فيها ، والتنكّب عن صراطه القويم ، ذلك أن جهالة الإنسان ، ووساوس الشيطان تدفعه نحو تقديس غير الله ، أو اتباع الشركاء من دونه ، مما يهلكه ويجعله من الخاسرين ، وإنّما النجاة عن ضلالة الشرك الظاهر والخفي بتسبيح الله وتقديسه ، وذكر أسمائه الحسنى ، فإذا عظم الخالق في قلب الإنسان تلاشى عنه غيره. أو ليس النور نجاة من الظلام كذلك التوحيد نجاة من الشرك.
وحين نقدس ـ نحن البشر ـ ربنا العزيز فإنّنا ننسجم مع سنة العالم ، فكل ما في السموات والأرض يسبح له ، وهكذا تخدم سنن العالم من يسبح الله ويوحده ، بينما الذي يشرك به يبقى وحده فيتخطفه الشيطان ويلقيه في سواء الجحيم.
(يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
وهكذا تختم السورة بتسبيح الله كما افتتحت به ، وبين تلك الفاتحة وهذه
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٩٩