الخاتمة رفعت آياتها الكريمة أهل البصائر الى آفاق المعرفة التي تتصل فيها معرفة المجتمع وما فيه من صراع بين الكفر والإيمان بمعرفة آفاق السموات والأرض وما فيها من أسماء الله الحسنى.
ولهذه الآيات الثلاث الأخيرة من سورة الحشر فضل كثير حسب النصوص المأثورة. أو ليست تهدينا الى أسماء الله الحسنى التي بها خلق ربنا سبحانه السّموات والأرض ، وبها صلح أمر الأولين والآخرين؟ تعالوا نستمع الى النبي (صلّى الله عليه وآله) والى أوصيائه (عليهم السلام) كيف يعظمون شأن هذه الأسماء ، التي لو قرأها المرء بتدبر ووعي ، وجعلها وسيلة لدعاء ربه فانها تصنع الكرامات.
روي عن رسول الله (ص) انه قال : «من قال حين يصبح ثلاث مرات : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وقرأ الثلاث آيات من آخر الحشر ، وكل الله به سبعين ألف ملك يصلّون عليه حتى يمسي ، فإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا ، ومن قال حين يمسي كان بتلك المنزلة» (١).
وروي عن أبي هريرة قال سألت خليلي أبا القاسم (ص) عن اسم الله الأعظم؟ فقال : «يا أبا هريرة! عليك بآخر سورة الحشر فأكثر قراءتها ، فأعدت عليه فأعاد عليّ ، فأعدت عليه فأعاد عليّ» (٢).
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال لعبد الله بن سنان : يا بن سنان! لا بأس بالرقية والعوذة والنشرة (٣) إذا كانت من القرآن ، ومن لم يشفه القرآن فلا شفاء له ، وهل شيء أبلغ من هذه الأشياء من القرآن؟ أليس الله تعالى
__________________
(١) المصدر / ص ٢٩٣
(٢) القرطبي / ج ١٨ ص ٤٩
(٣) نور من الرقية