حرمة البر والإقساط لهم. والى جانب هذا التفريق بين الصنفين (المحاربين والمسالمين) هناك موقف واحد من قبل الإسلام تجاههما في الحقل الاجتماعي والأسري ، وبالتحديد في موضوع هجرة المؤمنات الى الإسلام والمجتمع المؤمن ، فإنّه لا يعتبر ولاية الزوج عقبة في قبول هجرتهن إذا تبين منهن الصدق ، بل ويحرم على المؤمنين إرجاعهن لأزواجهن الكفرة ، وهذا لون من الحماية التشريعية والاجتماعية ، فإنّه ليست للكافر الولاية على المؤمنة ، كما لا يجوز للمؤمن أن يتزوج الكافرة بالأصل أو بالردّة ، ويبيح الدين الزواج من الكافرات إذا آمنّ لأن الإسلام يجبّ ما قبله.
ولكن لا تضيع في هذا المجال الحقوق المالية ، إنما يحفظها الإسلام حتى للكفار حيث يقرر لكلّ ما أنفق. للكافر الذي أسلمت زوجته ، وللمؤمن الذي كفرت زوجته ، وذلك شاهد عدل الله وحكمته.
بينات من الآيات :
[٧] (عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً)
أي تتحول العلاقة بين الفريقين من العداء الى المودّة ، إمّا بدخول أولئك الإسلام ، أو بتحولهم من حالة المحاربة إلى حالة السلم ، فالإسلام اذن لا يحارب الكفار كعنصر إنما يحاربهم لموقفهم السلبي من الحق وأهله ، ونهتدي من الآية الكريمة إلى فكرتين :
الأولى : أنّ السلام الذي ينشده الإسلام هو السلام المدعوم بالقوة والعزة ، لذلك يدعو أتباعه لمقاطعة العدو وتحديه حتى يسلموا أو يستسلموا ، ذلك لأن الخضوع له ليس سبيلا الى الإسلام الحقيقي الدائم ، وإنما المقاطعة التي تكشف عن العزة