العدالة ، ومن ظلمات العقائد السخيفة التي تحجب العقل عن الحقائق الى نور الحنفيّة السمحاء التي تثيره الى معرفتها ، ومن ظلمات العقد النفسية التي تسلبه لذّة الحياة الى نور الوعي ، وكل ذلك يتم برسالة الله الى الإنسان.
(هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ)
القرآن يرسم لنا خريطة شاملة متكاملة وصحيحة لجوانب الحياة ، ويحرّر العقل والنفس من الأفكار الضالّة والعقد. إنّه يزكّي النفس من الحسد والحقد وسوء الظن والشك ، وهذه كلها ظلمات ، وفي المقابل يزرع فيها الوئام والمحبّة وحسن الظن والالفة ، كما أنّ من أهم الظلمات التي تستهدف الرسالات الالهية إخراج الناس منها هي الانظمة الفاسدة التي تتسلّط على رقاب الناس ، وتمنع الامة من التقدم ، وعلى الناس أن يعلموا بان الايمان الأصيل ، والإنفاق الذي تدعوهم اليه القيادات والحركات الرسالية يهدف تحريرهم من تلك الظلمات الى نور دولة الحقّ والعدل ، وهذا لا شك يكلّفهم شيئا من التضحيات ، ولكن ليعلموا انّه في صالحهم ولخيرهم في الدنيا والآخرة. إنّ الايمان والإنفاق يستهدفان بناء مجتمع متحضّر نفسيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا .. كل ذلك من رأفة الله ورحمته بعباده.
(وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ)
بلى. إنّ الايمان يحملنا بعض المسؤولية ، ونحتاج حتى نلتزم به أن نخالف أهواءنا ، ولكنّه ليس مغرما كما يتصوّره البعض ، فقد يطالبنا بالإنفاق ولكن ليس ليستنفع به الله سبحانه وتعالى ، انما ليعود النفع علينا نحن البشر ، وذلك لأنه يزكّي نفوسنا ويربينا ، ويبني مجتمعا متكاملا قويا ، وينمّي اقتصادنا ، إضافة الى كونه يسبب رضى الله وثوابه في الآخرة ، وقد قال تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ