أساس معطيات الظروف ، ولكن يجب أن لا يدفعهم ذلك إلى الظنّ السيء ، أو التمنع من قبول انتماء الآخرين إلى صف المجتمع المؤمن بحجة الخوف من الاختراق ممّا يسبّب في حالة الانطواء والانغلاق ، فإنّ الشخصية الواقعية للناس لا يعلمها إلّا الله.
(اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَ)
فإنهن إذا خدعن المؤمنين فلن يخدعن الله ، وهكذا يجب أن يأخذون الامتحان الالهي بعين الإعتبار ، وربما ظنّ الواحدة منهن أنّها قادرة على اللعب على المؤمنين فهل تفلت من عدالة الله أيضا؟ كلّا .. وإنّما يجب على المؤمنين الاجتهاد والحكم على أساس المعطيات العلمية الممكنة.
أمّا عن كيفية امتحان الرسول لهنّ فقد جاء في مجمع البيان : قال ابن عباس : صالح رسول الله (ص) بالحديبية مشركي مكة على أنّ من أتاه من أهل مكة رده عليهم ، ومن أتى أهل مكة من أصحاب رسول الله (ص) فهو لهم ولم يردوه عليهم ، وكتبوا بذلك كتابا وختموا عليه ، فجاءت سبيعة بنت الحارث الأسلمية مسلمة بعد الفراغ من الكتاب ، والنبي (ص) بالحديبية ، فجاء زوجها مسافر من بني مخزوم ، وقال قاتل : هو صيفي بن الواهب في طلبها وكان كافرا ، فقال : يا محمد اردد عليّ امرأتي فإنّك شرطت لنا أن تردّ علينا من أتاك منا ، وهذه طينة الكتاب لم تجف بعد ، فنزلت : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ) من دار الكفر إلى دار الإسلام فامتحنوهن» ، قال ابن عباس : امتحانهن ان يستحلفن ما خرجت من بغض زوج ، ولا رغبة عن أرض إلى أرض ، ولا التماس دنيا انما خرجت حبا لله ولرسوله فاستحلفها رسول الله (ص) ما خرجت بغضا لزوجها ولا عشقا لرجل منا ، وما خرجت الا رغبة في الإسلام ، فحلفت بالله الذي لا اله الا هو على ذلك ، فأعطى