ما يسمع يتكلم به ، ويخبركم بأمور آتية ، ويمجّدني لأنّه يأخذ ممّا لي ويخبركم (١).
علما بأنّ كلمة (البيركلتوس) تعني في اليونانية : الذي له حمد كثير ممّا يطابق كلمة أحمد ، على أنّ الترجمة الحالية للإنجيل حرّفوها إلى بارقليطا وترجموها ب (المسلّي) ، بينما الأصل اليوناني الموجود غير ذلك.
وعلى أيّ حال فإنّ النصارى كذّبوا به وبالإسلام مدّعين التمسك بدين عيسى ، كما سبقهم إلى ذلك اليهود بالعصبية لما في أيديهم من التوراة.
(فَلَمَّا جاءَهُمْ)
النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
(بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ)
قال أبو جعفر (ع) : لم تزل الأنبياء تبشّر بمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ حتى بعث الله تبارك وتعالى المسيح عيسى بن مريم ، فبشّر بمحمد (ص) ، وذلك قوله تعالى : (يَجِدُونَهُ) يعني اليهود والنصارى (مَكْتُوباً) يعني صفة محمد (ص) «عندهم» يعني في التوراة والإنجيل ... وبشّر موسى وعيسى بمحمد كما بشّر الأنبياء ـ صلوات الله عليهم ـ بعضهم ببعض (٢).
[٧] والبشارة بالنبي (ص) موجودة لدى أهل الكتاب لكنّهم أنكروه ورفضوا التسليم لما جاء به حسدا من عند أنفسهم ، فارتكبوا بذلك وزرين ، وزر التكذيب بالدين والنبي الجديد ، ووزر الافتراء بتمثيل الدين السابق لتبرير موقفهم من الحق.
__________________
(١) للتفصيل راجع تفسير الفرقان للدكتور الصادقي / ج ٢٨ ـ ص ٣٠٦
(٢) نور الثقلين / ج ٥ ـ ص ٣١٥