جاءت خاتمتها : «وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ» ، بينما اختتم الآية التاسعة بالقول : «وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ» لأنّ الذين يعاكسونهم إنّما هم أتباع التوحيد الخالص من دنس الشرك والارتياب!
[١٠ ـ ١٣] ولأنّ هذا التكامل يتحقّق عبر عشرات الألوف من المواجهات الممتدة عبر قرون متطاولة فإنّه لا يخص عصرا أو طائفة أو جهة ، إنّما هي سنّة إلهية ، كسنّة الضياء الذي ينبعث من الشمس ويهزم جيوش الظلام من كل بقعة .. فهي لا تخص زمانا أو مكانا أو تجمّعا.
وهكذا تكون هذه البصيرة القرآنية شعلة أمل في أفئدة المؤمنين بالله في كلّ مواجهة لهم مع الكفر ، والطغيان ، وتعطيهم روح النصر ، وتزوّدهم بوقود الاستقامة والصبر.
وهكذا كانت هذه البصيرة ـ ضمن السياق القرآني ـ تعبئة روحية لمن يريد التجارة مع الله والتفرغ للجهاد في سبيله ، بأنّه آنئذ يصبح ضمن تيار حركة التاريخ في اتجاه التكامل وإتمام نور الله وإظهاره على الدين كله.
بلى. هذه الحقيقة تهدينا أيضا إلى أنّ ذلك الأمل يتحقّق على أيدي المؤمنين وبما يبذلونه من تضحيات.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ)
والنجاة من النار أعظم طموحات المؤمنين لعلمهم بأنّ الإنسان واقع في العذاب ما لم يسعى للخلاص منها. ويحدّد القرآن طريق النجاة في الالتزام بثلاثة شروط أساسية هي : الإيمان بالله ، والتسليم للقيادة الإلهية ، والجهاد بالمال والنفس من