أجل الحق.
(تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ)
ويبدو أنّ الله قدّم الجهاد بالمال على النفس لأنّ الإنسان يبدأ بالجهاد بالمال فيصعد درجات في الإيمان إلى أن يصل إلى الجهاد بالنفس ، كما أنّ الجهاد بالمال يهيء وسائل الجهاد بالنفس. هل رأيت حربا أو مقاومة إلّا ويسبقها الإعداد لهما بالسلاح والعتاد والزاد والاعلام ، وكلّها لا تتحقّق إلّا بالمال .. وحيث يعتبر البعض الجهاد خسارة للأمة يؤكّد القرآن بأنّه خير عظيم للمجتمع ، وأي خير أعظم من العزة ، والاستقلال ، والحرية ، وإقامة حكم الله ، وهي كلّها من ثماره ونتائجه.
(ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
وخير الجهاد يعمّ الإنسان والمجتمع المجاهد في الدارين : في دار الآخرة متمثلا في الغفران ، وسكنى الجنة وهو أعظم الخير ..
(يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
جاء في تفسير هذه الآية خبر مأثور عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال : «قصر من لؤلؤ في الجنة ، في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء ، في كلّ دار سبعون بيتا من زمرّدة خضراء ، في كل بيت سبعون سريرا ، على كل سرير سبعون فراشا من كل لون ، على كل فراش امرأة من الحور العين ، في كل بيت سبعون مائدة ، على كل مائدة سبعون لونا من الطعام ، في كل بيت سبعون