استثارة العقل في البحث عن الطريق لأنّ الآيات تبيّن معالم الطريق وهي أساس الهدى ، إلّا أنّ هنالك حاجة إلى تتميمها بتذكرة الإنسان بها مما يقوم به الأنبياء (عليه السلام) ، وهكذا نهتدي إلى أن أوّل ما يجب على الحركات الرسالية القيام به هو بث الثقافة الصحيحة بين الناس لكي يقتنعوا بالإصلاح ويتحسسوا ضرورته. ولعلّ الآية الكريمة تشير أيضا إلى ميزة الرسالات الإلهية عن الدعوات البشرية وهي كونها تبدأ من الله لتنتهي إليه.
(يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ)
[٢] تطهير الناس من عقد النفس وأغلالها التي تمنع انطلاقهم نحو الهدى كما قال تعالى : (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ) (١) ولا يمكن لأمة مثقلة بعقد الأحقاد والأضغان ، والأغلال والحسد والاستئثار ، وأصر الخوف والتهيّب والانطواء ، لا يمكن لمثل هذه الأمة أن تنهض بمسؤولية الإصلاح والتقدم أو أن تكون أهلا لوحي الله وهداه ، لذلك عمد الرسول (صلّى الله عليه وآله) وهو ينشد النهضة بذلك المجتمع إلى تطهيره من أدران الشرك والتخلف والجاهلية.
(وَيُزَكِّيهِمْ)
قال ابن عباس : يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان ، وقال بعضهم : يعني يأخذ زكاة أموالهم ، وهو بعيد.
٣ ـ وإذا ما تفاعل المجتمع مع الآيات ، واهتدى بها إلى غاياتها ، وتزكّى بها
__________________
(١) الأعراف / ١٥٧