قال الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير قوله سبحانه : «وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً» : «طاعة الله ، ومعرفة الإمام» (١)
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير الآية ذاتها : «إنّ الحكمة المعرفة والتفقّه في الدين ، فمن فقه منكم فهو حكيم ، وما أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من فقيه» (٢)
وروي عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال : «إنّ الله آتاني القرآن ، وآتاني من الحكمة مثل القرآن ، وما من بيت ليس فيه شيء من الحكمة إلّا كان خرابا. ألا تفقّهوا وتعلّموا ولا تموتوا جهّالا» (٣)
وفي تفسير آخر مأثور عن الإمام الصادق (عليه السلام) : «والحكمة هي النجاة ، وصفة الحكمة الثبات عند أوائل الأمور ، والوقوف عند عواقبها ، وهو هادي خلق الله إلى الله» (٤)
وتكاد كلمات المفسرين في الحكمة تكون واحدة ، فقد فسرها مالك بن أنس أنّها الفقه في الدين ، وقال بعضهم : ويعلّمهم الحكمة فيدركون حقائق الأمور ، ويحسنون التقدير ، وتلهم أرواحهم صواب الحكم وصواب العمل ، وقال آخر : الكتاب : الوحي ، والحكمة : العقل ، وقال آخر : إنّ الحكمة هي العلم الذي يعمل به فيما يجتبي أو يجتنب من أمور الدّين والدنيا ..
وهكذا تتواصل تفسيراتهم للحكمة لتوضح أنّها بلوغ مستوى من علم الدين
__________________
(١) نور الثقلين / ج ١ ص ٢٨٧
(٢) المصدر
(٣) المصدر
(٤) المصدر / ص ٢٨٨