بالحمار؟
(بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ)
وحيث أنّها النهج الذي يقود الإنسان إلى الصلاح وقيم الخير (الهدى) فقد ضلّوا الطريق إلى ذلك ، وتخبطوا في الضلال والظلم ، وقد نظّم الشعراء في هذا المثال شعرا لعلّ أطرافه قول بعضهم :
إنّ الرواة على جهل بما حملوا |
|
مثل الجمال عليها يحمل الودع |
لا الودع ينفعه حمل الجمال له |
|
ولا الجمال بحمل الودع تنتفع |
(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
لما ذا اعتبر هؤلاء من الظالمين؟ يبدو أنّ السبب أنّ مثل هؤلاء ـ تجّار الدّين وأدعياء العلم ـ إنّما يتركون تطبيق روح الآيات ، ويكذّبونها ، ويحرفونها عن مواضعها ، ليحصلوا على دراهم معدودات من المترفين والمستكبرين ، فيلحقون بهم عند الله ، ويعتبرون من الظالمين. ولأنّ الله لا يهدي الظالمين فإنّهم يخرجون من إطار العلماء بالله ، ولا يمكن أن يكونوا سفراء بين الله وعباده المؤمنين ، ولا تكون آراؤهم حجّة شرعية ، لأنّها تنبعث من وساوس الشيطان وليس من وحي الرحمن ، ومن هنا لا يعتبر الشرع المقدّس الفقيه غير العادل فقيها أبدا.
[٦ ـ ٧] ولقد تورّط اليهود في التكذيب والظلم بالآيات فكانوا مصداق مثل الله فيهم «كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً» ، ولكنّهم سعوا للاحتفاظ بعلاقة ظاهرية مع رسالة الله ليستغلّوا السذّج من الناس باسمها ، فزعموا أنّ الدّين حكرا عليهم ، وأنّهم وحدهم يمثلون الشرعية الدينية ، وأنّ من يجرأ على الكلام في